Admin Admin
عدد المساهمات : 987 نقاط : 2924 تاريخ التسجيل : 12/11/2010 العمر : 51
| موضوع: شبهة التوكل والتواكل الجمعة ديسمبر 09, 2011 4:00 pm | |
| شبهة التوكل والتواكل أثار خصوم الإسلام شبهة أن الإسلام دين يدعو إلى الكسل والتقاعس وعدم العمل، والركون إلى التوكل على الله، وأنه دين يعكس على أتباعه آثاراً سلبية تتمثل في حمل الأفراد على التثاقل والتواكل والكسل والتعلق بأهداب الغيب والعيش في الخيال بعيداً عن الواقع، فهو يقوم على الاعتقاد بأن كل شيء مكتوب في علم الله قبل وقوعه وحدوثه، وأن هذا التصور يجعل المسلم مسلوب الإرادة، فنزوع الفعل ينتظر الغيب المحتوم عليه مجبر، فلماذا يعمل؟؟ وهذه الشبهة ليست جديدة وإنما تتجدد مع الزمن لتظهر في كل عصر بثوب جديد. وردُّ هذه الشبهة يكمن في أن من أثارها أساء فهم عقيدة الإيمان بالغيب والقضاء والقدر، وحصل لديه لُبْسٌ بين التوكل والتواكل. فالتواكل يعني الاعتماد على الله تعالى في تحصيل النتائج دون الأخذ بالأسباب خلافاً لمعنى التوكل الذي دعا إليه الإسلام وهو الإعتماد على الله تعالى في حصول النتائج بعد الأخذ بالأسباب في العمل، وهو المعنى الذي حثّت عليه نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ودليل ذلك. أولاً: القرآن الكريم ربطت الآيات الكريمة الإيمان بالعمل، واعتبرت العمل الصالح شرط للإيمان في أكثر من سبعين موضعا، والعمل كلمة جامعة تشمل كل جهد إنساني تصلح به الدنيا وينتفع به الفرد والمجتمع ومن ذلك قوله تعالى «والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات» العصر 1 - 3، وقوله: «إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات» التين/ 6، وقوله عز وجل: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» التوبة/ 01 وقال أيضاً: «فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه» الملك/ 51. وغيرها الكثير فالعمل والمشي المطلوب في الآيات الكريمة يُنافي التواكل والتقاعس والقعود. ثانياً: إكدّت السنة النبوية الشريفة على العمل والأخذ بالأسباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة والنار، فقيل يا رسول الله: أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟، فقال: لا، اعملوا، فكلٌ ميسر لما خُلق له» وراه البخاري. وقال في حديث آخر: «اعقلها وتوكل»، وقال أيضاً: أطيب الكسب عمل الرجل بيده وكل بيعٍ مبرور» السيوطي، وقال: «تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء..» رواه أحمد. فالإقبال على الأخذ بالأسباب واجبٌ شرعي، فمن أراد الكسب الشريف سعى له، ومن أراد الذرية تزوج، ومن أراد النجاح درس، ومن أراد الشفاء أخذ الدواء. ثالثاً: إن الإيمان بالغيب والقدر خيره وشره والإعتقاد بأن كل شيء مُقدَّر ومكتوب لا يتصادم مع وظيفة الإنسان في الحياة من ضرورة الإعمار والإستخلاف، فقد ردَّ الإمام أحمد بن حنبل عندما احتجَّ قوم بالتوأكل مستندين على حديث «لو أنكم توكلتم على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصاً وتروح بطاناً»رواه أصحاب السنن، فقال: أي شيءٍ هذا غير العمل «تغدو وتروح». وأكدّ هذا المفهوم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله: «لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق يقول اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة». رابعاً: أما قضية أن الإنسان مسلوب الإرادة مجبر على جميع أفعاله، فهذه مقولة غير صحيحة، لأن الإنسان في نظر الإسلام مخيرَّ في الأمور الإرادية، فهو يفعل الخير فيُثاب ويفعل الشر فيعاقب، وهو مُسيَّر في بعض الأمور التي تخرج عن إرادته مثل حياته وولادته وعمره.. الخ وهكذا فالإنسان مخيَّر في الأمور الإرادية (التي سيحاسب عليها) ومسيَّر في الأمور اللا ارادية قال تعالى: «إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً» الإنسان/ 3. ولا يسمح الإسلام للإنسان بالتقاعس والكسل والانحراف ثم يحتج بعد ذلك بالقدر، لأن هذا لا يتفق مع روح الإسلام والغاية التي من أجلها خُلق الإنسان. وهكذا يخطئ من يظن أن الإسلام يطلب من الإنسان أن يخضع ويقبل بالواقع بكل ما فيه، دون أن يكون له تأثير وتغيير فيه، لكن يعمل ويتوكل، فالتوكل على الله يهبه قوة عظيمة، قال عليه السلام: «من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله». وبعد هذا هل يبقى لهذه الشبهة للإسلام مدخل أو وجود؟! منقول من منتدى ابن مريم ====================
| |
|